ميكيلاجيلو

ميكيلانجيلو  michelangeo:

رسام ونحات وشاعر ايطالي ، من أبرز الفنانين في عصر النهضة . اهتم في أعماله بتصوير الجسد البشري . ومن أشهر رسوماته رسم كنيسة سيستينا وتمثال موسى بكنيسة بفين كولي بروما .


اعتبر ميكيلانجيلو أن جسد الإنسان العاري الموضوع الأساسي بالفن مما دفعه لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن البيئات المختلفة. حتى أن جميع فنونه المعمارية كانت ولابد أن تحتوي على شكل إنساني من خلال نافذة، جدار، أو باب.
كان ميكيلانجيلو يبحث دائما عن التحدي سواء كان تحديا جسديا أو عقليا، وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهدًا بالغاً سواء كانت لوحات جصية أو لوحات فنية مرسومة، وكان ميكيلانجيلو يختار الوضعيات الأصعب للرسم إضافة لذلك كان دائما ما يخلق عدة معاني من لوحته من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة، وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير، الدين، ومواضيع أخرى. نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه كان مذهلا إلا أنه كثيرا ما كان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه. اثنان من أعظم أعماله النحتية، تمثال داوود وتمثال بيتتا العذراء تنتحب قام بإنجازهما وهو دون سن الثلاثين.
رغم كون ميكيلانجيلو من الفنانين شديدي التدين فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خلال أعماله الأخيرة. فقد كانت أعماله الأخيرة من وحي واستلهام الديانة المسيحية مثل صلب المسيح.

كان ميكيلانجيلو إنسانًا يتعامل بطريقة متعجرفة مع الآخرين، وكان غير راضيًا عن منجزاته الشخصية. وكان يعتبر مصدر الفن أحاسيس داخلية متأثرة بالبيئة التي يعيش فيها الفنان، على النقيض من أفكار ليوناردو دا فينشي، فقد رأى ميكيلانجيلو الطبيعة عدوًا للفن ويجب القضاء عليه، لذلك يُلاحظ أن منحوتاته تظهر على هيئة شخصيات قوية ديناميكية منعزلة تماما من البيئة المحيطة الشخصية الرئيسية.[48] كانت فلسفة ميكيلانجيلو الإبداعية تكمن في تحرير الشخصية المحبوسة في رخام التمثال، وكان هو نفسه مقتنعًا أن لكل صخرة تمثالاً مسكونًا بداخلها وإن وظيفة النحات هو اكتشاف التمثال في ثنايا الصخر.


حياته و اعماله:
ولد ميكيلانجيلو في قرية كابريزي قرب أريتسو بتوسكانا وترعرع في فلورنسا،  التي كانت مركز النهضة الأوروبية آنذاك، ومن محيطها المليء بمنجزات فناني النهضة السابقين إلى تحف الإغريق المذهلة، استطاع أن يتعلم ويستقي منها الكثير عن فنالنحت والرسم. كانت أسرة ميكيلانجيلو من أبرز المصرفيين الصغار في فلورنسا، لكن والده، "لودفيكو دي ليوناردو دي بوناروتي دي سيموني"، شذ عن باقي أفراد العائلة، وشغل عدّة مناصب حكومية خلال حياته، أما والدته فهي "فرانشيسكا دي نيري دل مينياتو دي سيينا". زعمت أسرة بوناروتي أن أبنائها يتحدرون من "ماتيلدي التوسكانية" وهي إحدى نبيلات إيطاليا القديمات، وعلى الرغم من أن هذا الزعم ما زال غير مؤكد، إلا أن ميكيلانجيلو نفسه كان مؤمنًا به. بعد بضعة أشهر من ولادة ميكيلانجيلو، عادت أسرته إلى فلورنسا، حيث قضى سنوات صباه، وفي سنة 1481، أي عندما كان يبلغ من العمر ست سنوات فحسب، توفيت والدته بعد صراع طويل مع المرض، فانتقل ميكيلانجيلو ليعيش مع أسرة رجل يعمل في قلع الحجارة ببلدة "سيتيغنانو"، حيث كان ولده يملك مقلعًا للرخام ومزرعة صغيرة. أفاد جورجو فازاري أن ميكيلانجيلو قال: «إن كان هناك بعض الخير والجمال في نفسي، فهذا لأنني ولدت في البيئة الرقيقة لبلدكم أريتسو. جنبًا إلى جنب مع حليب مرضعتي، شربت موهبة التعامل مع الإزميل والمطرقة، تلك الأدوات التي أصنع منها أعمالي».

من اعماله:

سقف كنيسه سيستاين:
تطلب زخرفة سقف كنيسة سيستان من قبل ميكيلانجيلو قرابة الأربع سنوات (1508–1512) قبل أن ينتهي. يحوي السقف قرابة 300 صورة لعدد من القصص التي وردت في الكتاب المقدس

    مشروع المكتبة الأنيقة (1524 - 1534) المتعلق بكنيسة القديس لورينزو فكانت التي جاورت الكنيسة، ومن خلالها برهن ميكيلانجيلو على قدراته المعمارية حيث قام بدءاً من خلال هذا العمل وما تلاه من أعمال معمارية بخلق منهج خاص به حيث دمج نمط الأعمدة المتجاورة مع الأقواس والكوات والمثلثات وقام بحرفها وتنصيبها لتعطي شعوراً موجيا متدفقا. من خلال مدخل المكتبة يستطيع المرء أن يرى وبوضح كيف تمّ استخدام الأعمدة لتصبح جزءاً من الجدار وليس شيئاً منفصل عنه، ومن خلال الدرجات والسلالم تظهر لمسات ميكيلانجيلو بجعله الدرج محنياً ومكوراً بشكل يعطي إحساس بأن الدرجات تفيض للأسفل وبشكل عرضاني وليس للأعلى، وإضافته للدرجات المستقيمة على الجانبين تجعل الناظر يشعر بانجذاببصري نحو الصعود على هذه الدرجات


    كاتدرائية القديس بطرس التي تم تكليف ميكيلانجيلو بإكمال التصاميم المتعلقة بها، كان البابا يوليوس الثاني في البدء قد كلف بهذا العمل منافس ميكيلانجيلو في ذلك الوقت دوناتو برامانتي وذلك في سنة 1506، حيث صور برامانتي الكنيسة على شكل الصليب الإغريقي المتساوي الأطراف مغطاة بقبة ضخمة، وعند بوفاة برامانتي سنة 1514 كانت الدعائم فقط قد أنجزت، بعد ذلك توالى عدد من المعماريين على بناء هذه الكاتدرائية وفي النهاية وصلت إلى ميكيلانجيلو الذي عاد إلى تصاميم برامانتي فقام بتعديل التصاميم فضغط حجم الكنيسة وحرر الدعائم موحداً المنظر الخارجي مع أعمدة ضخمة ناتئة ذات رؤوس مستدقة اختتمها بواجهة مثلثيه، وحول قاعدة القبة مدد الأعمدة الناتئة بأعمدة مستديرة بالكامل متصلة بالقاعدة، وبالنتيجة كان ميكيلانجيلو قد حل على بناء يعطي مظهراً معقداً يوحي بالقوة والمرونة بذات الوقت.

    تعليقات

    المشاركات الشائعة من هذه المدونة

    رفائيلو سانزيو

    فان جوخ